دخل النبي يومًا إلى مسجده المبارك فنظر إلى أحد أصحابه، فوجده وحيدًا فريدًا ونظر إلى وجه ذلك الصحابي فرأى فيه علامات الهم والغم رآه جالسًا في مسجده في ساعة ليست بساعة صلاة فدنى منه الحليم الرحيم صلوات الله وسلامه عليه _وكان لأصحابه أبر وأكرم من الأب لأبنائه- وقف عليه رسول الهدى فقال: ((يا أبا أمامة ما الذي أجلسك في المسجد في هذه الساعة؟)) قال: يا رسول الله، هموم أصابتني وديون غلبتني ـ أصابني الهم وغلبني الدين الذي هو همّ الليل وذل النهارـ فقال: ((ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك ألا أدلك على كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وأمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)) قال: فقلتهن فأذهب الله همي وقضى ديني.