✨ ﻫﺮﻗﻞ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻷﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ☆ ✨

قصة من التاريخ الأسلامي
✨ ﻫﺮﻗﻞ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻷﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ☆ ✨

ﺑﻌﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ

ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺬﺍﻓﺔ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺍﻟﺴﻬﻤﻲ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- . ﻭﻃﺎﻝ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻦ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻋﺠﺐ ﻗﻴﺼﺮ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺟﺮﺃﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﻀﺮ

ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺃﺳﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﺑﻌﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺬﺍﻓﺔ ﻳﺠﺮﻭﻧﻪ ﻭﺍﻷﻏﻼﻝ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻓﻲ

ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﻗﻴﺼﺮ ﻓﺄﻋﺠﺐ ﺑﺬﻛﺎﺋﻪ ﻭﻓﻄﻨﺘﻪ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺗَﻨَﺼّﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻃﻠﻘﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ !

( ﻳﺪﻋﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ). ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻻ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺗﻨﺼّﺮ ﻭﺃﻋﻄﻴﻚ

ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻜﻲ !. ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻴﺼﺮ : ﺗﻨﺼّﺮ ﻭﺃﻋﻄﻴﻚ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻜﻲ ﻭﺃﺷﺮﻛﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ

ﻣﻌﻲ . ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -: ﻻ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺃﻋﻄﻴﺘﻨﻲ ﻣﻠﻜﻚ ﻭﻣﻠﻚ ﺁﺑﺎﺀﻙ ﻭﻣﻠﻚ

ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ﻣﺎﻓﻌﻠﺖ . ﻓﻐﻀﺐ ﻗﻴﺼﺮ، ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﺫﺍً ﺃﻗﺘﻠﻚ

!. ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻗﺘﻠﻨﻲ . ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺴﺤﺐ ﻭﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﻣﺎﺓ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻮﺍ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﺣﻮﻟﻪ

.. ﻭﻗﻴﺼﺮ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺄﺑﻰ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻗﻴﺼﺮ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﺃﻣﺮ ﺑﺄﻥ

ﻳﻤﻀﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺲ ﻭﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ .. ﻓﻤﻨﻌﻮﻫﻤﺎ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ

ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻤﺄ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﺄﺣﻀﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﺧﻤﺮﺍ ﻭﻟﺤﻢ ﺧﻨﺰﻳﺮ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻫﻤﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ :

ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﻋﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﻤﻀﻄﺮ ﻭﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺤﻞ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻤﺖ ﺑﻲ

ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺮﺏ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺄُﺧﺒﺮ ﻗﻴﺼﺮ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻄﻌﺎﻡ ﺣﺴﻦ، ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ

ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺣﺴﻨﺎﺀ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻔﺎﺣﺸﺔ .. ﻓﺄﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ

.. ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﺟﺖ ﻭﻫﻲ ﻏﺎﺿﺒﺔ، ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺧﻠﺘﻤﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻫﻮ

ﺑﺸﺮ ﺃﻭ ﺣﺠﺮ .. ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻋﻨﻲ ﺃﺃﻧﺎ ﺃﻧﺜﻰ ﺃﻡ ﺫﻛﺮ !!.. ﻓﻠﻤﺎ ﻳﺄﺱ ﻣﻨﻪ ﻗﻴﺼﺮ ﺃﻣﺮ ﺑﻘﺪﺭ

ﻣﻦ ﻧﺤﺎﺱ ﺛﻢ ﺃﻏﻠﻰ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭﺃﻭﻗﻒ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻮﺛﻘﺎ

ﺑﺎﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﺃﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﻤﻐﻠﻲ ﻓﺼﺮﺥ ﺻﺮﺧﻪ ﻭﻣﺎﺕ ﻭﻃﻔﺖ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺰﻳﺖ

ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻴﺼﺮ ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻓﺄﺑﻰ .. ﻓﺎﺷﺘﺪ ﻏﻀﺐ

ﻗﻴﺼﺮ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺮﻭﻩ ﻭﺷﻌﺮ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻜﻰ !! ﻭﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ !!

ﻓﻔﺮﺡ ﻗﻴﺼﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺗﺘﻨﺼﺮ ﻭﺃﻋﻄﻴﻚ .. ﻭﺃﻣﻨﺤﻚ .. ﻗﺎﻝ : ﻻ، ﻗﺎﻝ : ﺍﺫﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﻜﺎﻙ ! ؟

ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺑﻜﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺇﻻ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ .. ﻭﻟﻘﺪ ﻭﺩﺩﺕ ﻟﻮ

ﻛﺎﻥ ﻟﻲ ﺑﻌﺪﺩ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺗﺔ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ

ﻗﻴﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺱ ﻣﻨﻪ : ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﺃﺧﻠﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ : ﻭﺗﺨﻠﻲ

ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺳﺎﺭﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺟﻞ .. ﻓﻘﺒﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺃﺳﻪ ﺛﻢ ﺃﻃﻠﻖ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ

ﺍﻷﺳﺮﻯ .. ﻓﻘﺪﻡ ﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻓﺄُﺧﺒﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺣﻖ ﻋﻠﻰ

ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺭﺃﺱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣُﺬﺍﻓﺔ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺑﺪﺃ، ﻓﻘﺎﻡ ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺒّﻞ ﺭﺃﺳﻪ . ﺭﺿﻲ

ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺻﺒﺮﻫﻢ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺪ ﺗﻀﺤﻴﺘﻬﻢ في سبيل الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.