ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﺭﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ
ﻓﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺭﺍﺣﺘﻪ ﺇﻻ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﻵﺧﺮ
ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ
ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ )ﻫﺎﺩﺉ ﻭﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ(
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ) ﺣﺎﺩﺓ ﻭﺗﻐﻀﺐ ﻷﻗﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ( ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﻓﺮﺍ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ
ﺃﻣﻀﺖ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺛﺎﺭﺕ
ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ، ﻓﺎﻟﺮﻳﺎﺡ ﻣﻀﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﻫﺎﺋﺠﺔ ..
ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻢ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﻭﺃﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻟﻢ ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺼﺮﺥ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺼﻨﻊ ..
ﺫﻫﺒﺖ ﻣُﺴﺮﻋﻪ ﻧﺤﻮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺠﺪ ﺣﻞ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦﻏﺎﺿﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺎﺝ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﺰﻭﺝ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻫﺎﺩﺋﺎً، ﻓﺎﺯﺩﺍﺩﺕ ﻏﻀﺒﺎً
ﻭ ﺍﺗّﻬﻤﺘﻪُ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺩ ﻭﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﻩ
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﺑﺲ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﺳﺘﻞ
ﺧﻨﺠﺮﻩ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺔ
ﻭﺑﺼﻮﺕ ﺣﺎﺩ:
ﺃﻻ ﺗﺨﺎﻓﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻨﺠﺮ؟
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻻ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻷﻧﻪ ﻣﻤﺴﻮﻙ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺛﻖ ﺑﻪ ﻭﺍﺣﺒﻪ ؟
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﺎ، ﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ
ﺍﻟﻬﺎﺋﺠﺔ ﻣﻤﺴﻮﻛﺔ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﺛﻖ ﺑﻪ ﻭﺃﺣﺒﻪ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ
ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ؟
ﻭﻗﻔـﺔ ..…
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻌﺒﺘﻚ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ..
ﻭﻋﺼﻔﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺻﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺿﺪﻙ ..
ﻻ ﺗﺨﻒ !
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﺤﺒﻚ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﻳﺢ ﻋﺎﺻﻔﺔ ..
ﻻ ﺗﺨﻒ !
ﻫﻮ ﻳﻌﺮﻓﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﺖ ﻧﻔﺴﻚ !!
ﻭﻳﻜﺸﻒ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴّﺮ ﻭﺃﺧﻔﻰ ..
*ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺤﺒﻪ ﻓﺜﻖ ﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺃﻣﻮﺭﻙ ﻟﻪ
ﻭﻗُﻞ ﻓﻮﺿﺖ ﺃﻣﺮﻱ ﻟﻠﻪ