يقول خرجت من عملي متجهاً لمنزلي بعد يوم حافل …
في طريقي وجدت رجل أمن ينظم السير أشار لي بيده بالسير …
لكني لمحت في إحدى يديه قارورتين ماء …
فطلبت منه أن أخذ إحداهما فابتسم وناولني إياها فأخذتها واكملت طريقي…
لحظات واتصل بي هاتفيا زميلي في العمل…
كان خلفي في الطريق …
هو : مرحبا صاحبي …
أنا : هلا وغلا مرحباً ملاييين امرني…
هو : يا أخي من قلة الماء
ما تستحي تأخذ الماء من الشرطي وهو واقف في الشمس…
ضحكت وقلت له: يا أخي عطشان أبي أشرب…
هو: والله إن ماعندك دم مالقيت إلا ماء الشرطي وفي ذا الحر يا أخي بترد بيتك أصبر لين توصل وأشرب .. وإلا أشتر لك من أقرب محل أو مقهى…
أنا: طيب وش رأيك تمش تتغدى معي…
هو: لا ماأبي شكراً مع السلامة …
أنا : حفظك الله ورعاك…
هكذا كانت الحادثة بكامل تفاصيلها حسب ما يراها صديقي اللدود …
تعالوا معي للمحادثة بيني وبين الشرطي..
أنا : السلام عليكم
هو : وعليكم السلام تفضل
أنا : هات القارورة الفاضية أشيلها عنك
هو : الله يكثر خيرك … كأنك والله داري إني محتار وين ارميها
انا: الله يعطيك العافية.
( لا تزال حمى الأحكام على الأحداث تُطلق جُزافاً دون تثبت من حقيقة الامر…
ولا نزال نحاول أن نجادل في تبرير موقفنا رغم انه ليس من الضروري …
وكل الحكاية إن …
( القارورة فاضية )…
معظم مشاكلنا مع أحبابنا تقع بسببين :
١- مقصود لم يُفهم !!
٢- مفهوم لم يُقصد !!
والحل بخطوتين :
١- إستفسر عن قصده ..
٢- وأحسن الظن به ..
و قد ذكر الله هذا الحل في سورة الحجرات :
” فتبينوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين ”
” يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً منَ الظن إنَّ بعض الظنِ إثم ”
والمعنى والخلاصة من ذلك :
– إذا خانني التعبير
– فلا يخونك التفسير
فعنوان الدنيا :
♦” كُلُ مَنْ عليها فان “♦
قصة ذات مغزى ومعنى جميل شكرا