مشهد1
تمسك مصحفها وتستعيذ بالله من الشيطان ثم تبدأ في حفظ وردها ..أعطاها الله عزوجل قوة في الحفظ ..فلا تلبث دقائق معدودة حتى تتم حفظها بمهارة ويسر ..وإتقان !!
فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..تغلق مصحفها وتنشغل بأمور حياتها .
مشهد 2
تمسك مصحفها وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم تبدأ في حفظ وردها ..وكعادتها تجد صعوبة في الحفظ … فتظل تكرر وتكرر في نفس الايات على أمل حفظها ولكن يخرج الحفظ ركيكا ضعيفا يحتاج للمزيد من التكرار ..فترجع وتعود وتكرر ..وتمر الدقائق وربما تصل لساعات حتى تشعر أنها قد اتقنت الحفظ ..فتحمد الله عزوجل على نعمته ..وهي تعلم أن هذا المشهد سيتكرر بالغد ..فهي تعترف أن ذاكرتها ضعيفه ..تركيزها مشتت ..حفظها متعب ومجهد ..
قد تحزن صاحبة المشهد الثاني ..وتتحسر على حالها ..وتتمنى لو أن الله عزوجل قد رزقها مما من به على صديقتها صاحبة المشهد الأول من قوة وسرعة الحفظ ..
.
ولا تعلم أن في هذا المنع عطاء !!!
عطاء عندما أصطفاك الله عزوجل من بين خلقه لتكرري وتعيدي مرات ومرات آيات الله عزوجل..فيطهر قلبك وتنجلي أدرانه ..
عطاء عندما خصك الله عزوجل لتمضي الساعات والساعات بين يدي كتاب الله عزوجل ..في الوقت الذي يمضي غيرك الساعات في المعاصي أو فيما لا يفيد .
عطاء عندما ميزك الله عزوجل ووهبك جبال من الحسنات يوميا ..فكما قال رسول الله صل الله عليه وسلم “والحسنة بعشر أمثالها ..لا أقول ألف لام ميم حرف ..ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف “…
قد يكون في المنع عطاء ..يمنع الله عزوجل عنك سهولة الحفظ ..ويتفلت منك حفظك لأنه اصطفاك ويريد لك مصاحبة كتابه والتزام كلامه وتكثير حسناتك
وأحيانا يكون في العطاء منع ..فقد يعطي الله عزوجل غيرك قوة في الحفظ ..فلا تمسك مصحفها إلا قليلا ..وإذا امسكته لا تلبث دقائق معدودة حتى تنهي حفظها بإتقان ..فتكون علاقتها بكتاب الله واهيه ..ضعيفة ..منعها الله عزوجل هذا الخير العظيم ..
فلكل من تجد صعوبة في الحفظ فلا تحفظ إلا بالتكرار .. وتمضي الاوقات الطويلة في المراجعة ..هنيئا لك هذا العطاء ..فوالله أنت في خير ونعمة يغبطك عليها العقلاء ..اسعدي بملازمتك لكتاب الله فهو خير صاحب لك في الدنيا والآخرة…وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء : ).