…
موضة السفر
كانت تزحف قليلا قليلاً وحين ظهرت هذه الوسائل وكان آخر صيحاتها ” سناب شات ”
أُصيب عقلاء الناس في مقتلٍ عظيم ،
فالخصوصية التي تُجمل الحياة وتعرف بها قدر النعمة ومعنى الاجتماع الأُسرى فقدت طعمها ، فالخارج في وعثاء السفر يُخاطب السراب البعيد ، ويتعايش إجباراً مع ذلك الفريق الذي يُصفق له بالإعجابات ويطلب منهُ المزيد من الصور ، وصار همّ المسافر إرضاء تلك الأصوات بما يفوق القدرة البشرية فلا وقت للنوم ولا وقت للراحة وإنما إنشغال ذهني يفوق الوصف ،
—
الستّر والحياء
اختفت مع هذه الموضات معاني الستّر وصار الحياء قطعة بالية معناها التخلف يتجرّأ أقوام بالتصريح في ذلك ويُخفيها آخرون وإلا فمامعنى خروج صوت المرأة لغير ضرورة ومامعنى خروج بعض الجسد ليترقى إلا ماهو أعظم حرمة
—
المفاخرة
أصاب الأُسر عناء المفاخرة وداء البطر فالكل أثرياء والكل أصحاب ذوق والكل يعرفون الماركات وأسماء الدول والمدن والشوارع والمتاحف وهكذا داوليك تزاحم هذا السيل الهادر من المعارف التي كانت مجهولة لينبذ هذا المتطور كل الأخلاقيات وكل المعايير ولا حول ولا قوة إلا بالله
—
داء الخيلاء والزهو والاستخفاف بالعقول فالكل أصبح مشهوراً والكل أصبح لامعاً يترقب أصوات المعجبين وأصوات المعجبات ،
وأكبر دليلٍ لهذا العبث الجاري ” التوقف ” لالتقاط الصور وليس أقبح من نقصِ عقول أولئك الذي يطلبون التصور مع مشاهير في زعمهم
فماالذي زاد في رصيد معارفهم ، أو إيمانهم أو حتى أرزاقهم جرّاء هذه الوقفات المتكررة لطلب التصوير
—
نسيان الآخرة
هل من اشتغل بهذا الفكر وهذه السلوكيات يُفكر بالميزان والصراط والجنة والدرجات أم هي رسومُ إسلامٍ فقد طعمه مع تضييع للواجبات وتسابق لكسرِ بعض المحرمات ( إلا من عصم الله وهدى )
—
القرآن
أين نصيب القرآن ، في حياة أولئك العالقين في أشراك هذه الحياة الصاخبة متى يفهم كلام الله ومتى يتزود مِن التدبر لوحي الله حتى ينجو من عقوبته ويسلم من سخطه
—
داء الغفلة داء مستطير ليس وراءه إلا بغتة العقوبة
—
الأنبياء جاؤوا حتى يهتدي الخلق
فمن زاحم الناس وصدهم عن موارد الهداية ومعاني الاستقامة فقد ( صدّ عن سبيل الله ) وهو لا يشعر سواء بمباحاتٍ أغرق بها أوقات الناس أو حتى مشتبهات ومن باب أولى الحرام
—
الحجاب
الحجاب وإسقاط معنى الحجاب الذي يستر
دخلوا عليهم من كل جانب
حتى رأى الناس السافرات فتمسكوا ببقية مايسمونه حجابا في ظلِ انفلاتٍ مسعور
—
ياعقلاء دينكم زادكم
نعمة الله إنما تحفظ بالشكر
تفقدوا نقصان الدين في أنفسكم
—
العلاج
لا أجد علاجا سريعا لموت هذه القلوب إلا الانكباب على تلاوة القرآن وتلمس معانيه والتدبر للذي ورد فيه سيكشف والله لكم غطاء هذه السكرة
ووالله إني لكم ناصح أمين
اللهم ردنا إليك ردا سريعا جميلا
واحفظ علينا أمننا وإيماننا
الشيخ أحمد المغيري