“أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان ، سيكثر الكذب عنه ، والحديث بما لم يُحدث به ، والتّقول عليه بما لم يقل ، فأرشد أمته ، وحذرهم من هذا الأمر ، وأوصاهم بالتثبت من الأخبار المنسوبة إليه ، وأن الأمر ليس بالهين ، فقد يضل الناس نتيجة ما في هذه الأخبار ، من البدع والأخطاء ، والضلالات والفتن” .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون ، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا ، أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم ، لا يضلونكم ولا يفتنونكم )) (١)
“فالذي يتوجب على كل مسلم ، التثبت التام من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يقبل منها إلا ما وافق دليل الصحة ، عبر الصناعة الحديثية المعلومة عند أهل الحديث ، في التفريق بين الصحيح والضعيف ، وليطلب إسناد كل حديث نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يقبله بدون إسناد ، فإذا أُسند الخبر ، يُنظر في مدى صحة إسناده ، بالصناعة الحديثية المعلومة عند أهل الحديث ، لا سيما المتقدمون الأوائل منهم ، فهم أعلم وأبصر وأتقن ممن جاء بعدهم ، فكما أن طبيعة الإنسان يبحث عن أفضل طبيب لبدنه ، من أجل كمال سلامته ، فكان من باب أولى ، أن يبحث المسلم عن أهل الحديث الأثبات ، من أجل حفظ دينه ، فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تشريع لأمته ، فهي الطريق السديد ، ففيها الترغيب والترهيب ، وفضائل الأعمال ، وقبلهما العقيدة السليمة ، والحلال والحرام ، فإن أنت سرت على هذا الطريق ، ستكون بإذنه وحده على ما يُرام” .
المصدر:
(١)[ أخرجه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه – ١/١٢ ] .